وكالة أنباء القذافي العالمية - وكالات.
عامان أو يكاد ولا يزال سيف الإسلام القذافي موقوفاً على ذمّة القضاء في مدينة الزنتان بمنطقة الجبل الغربي غربي ليبيا، إذ فشلت الحكومة المركزية في إقناع قبيلة الزنتان العربية المتمرسة في أعالي الجبل بين قبائل الأمازيغ بتسليمها النجل الأكبر للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي لمحاكمته في العاصمة طرابلس، فيما ترفض ليبيا تسليمه محكمة الجنايات الدولية في لاهاي خشية تبرئته من قبل القضاء الدولي وتحولّه إلى زعيم لأنصاره الذين يتكاثرون في ظل حالة الفوضى التي تعيشها البلاد.
صف فوقي
ووراء رفض الزنتان تسليم سيف الإسلام القذافي للحكومة أسباب عدة منها على ما يرى مراقبون تحالفات قبلية قديمة كانت مستمرّة حتى الحرب الأخيرة التي أطاحت بالنظام الليبي، فالزنتان تنتمي إلى تحالف يسمّى «الصف الفوقي» من القبائل البدوية ويضم قبائل ورفلة والقذاذفة والمقارحة وأولاد سليمان، وشكّل هذا الصف تحالفات مع قبائل أخرى تحيط بالعاصمة طرابلس من ثلاث جهات وهي المشاشية وورشفانة وترهونة وأولاد بريك والنوايل والصيعان والرقيعات والقديرات وأولاد طالب والعجيلات، وتعتبر الزنتان القبيلة الوحيدة من ضمن هذا التحالف التي شاركت في جهود الإطاحة بالنظام الليبي، ما جعلها في عزلة بين القبائل البدوية التي يرى أغلب أبناؤها أن ما حدث في ليبيا كان ثورة ذات أبعاد جهوية من قبل قبائل الشرق، ومرتبطة بصراع عرقي قادته أطراف ذات جذور غير ليبية تحالفت مع تنظيم الإخوان المسلمين، وأسهم تدخّل التحالف الدولي في تفكيك المجتمع الليبي إلى موالين للنظام السابق ومناوئين.
تحالف وجود
وفي ظل هذا الوضع المعقّد بقيت الزنتان القبيلة البدوية الوحيدة في منطقة غرب وجنوب ليبيا المندفعة كلياً لدعم التحالف ضد النظام السابق بين القبائل البدوية الكبرى التي لا تزال ترى في سيف الإسلام القذافي رمزاً لها، ورجل سياسة بإمكانه جمع نسبة مهمة من الليبيين حوله، كما وجدت نفسها في مواجهة مع القبائل الأمازيغية المحيطية بها والتي ترى وجود قبيلة عربية في الجبل الغربي نشازاً يمنعها من تحقيق أملها في تكوين إقليم أمازيغي في ظل إعادة ترتيب خارطة ليبيا والمنطقة ككل. ونظراً لأن تعداد سكان الزنتان لا يتجاوز 35 ألف نسمة، فإنها تحتاج في حالة العدوان عليها دعم القبائل البدوية الأخرى وخاصة القريبة من الجبل الغربي والواقعة على سفحه ومنها الصيعان والنوايل والعجيلات وورشفانة والعجيلات والمشاشية، وكذلك قبائل الصف الفوقي التاريخي: ورفلة وأولاد سليمان والمقارحة والقذاذفة.
عودة جسور
يضاف إلى ذلك أن كتائب الزنتان في طرابلس، تعيش حالة صراع صامت تحوّل إلى مواجهات مسلّحة في مناسبات عدة مع ميلشيات تابعة لمصراتة وحلفائها يقع أغلبها تحت سيطرة الجماعات السلفية والإخوان المسلمين، وسعى الزنتان إلى استقطاب عدد من ضباط وجنود الجيش الليبي السابق ومن اللواء 32 المعزّز الذي كان تحت قيادة خميس القذافي، ومن كتيبة محمد المقريف وخاصة في إطار لواء القعقاع الذي كان قد دخل أواخر يونيو الماضي في معارك مع ميلشيات غنيوة الككلي في حي بوسليم بطرابلس، نجح خلالها في تحرير عدد من الأسرى داخل سجون غير تابعة للحكومة.
استعادة علاقات
تسعى الزنتان وفق مراقبين إلى استعادة علاقاتها في إطار تحالفها مع القبائل البدوية الكبيرة والعريقة عبر رفضها تسليم سيف الإسلام القذافي إلى العاصمة طرابلس مخافة وقوعه بين أيدي ميلشيات خارجة على القانون ومنها ميلشيات مصراتة الواقعة تحت هيمنة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية، وهي الميلشيات التي سبق لها التورّط في اغتيال والده معمر القذافي وشقيقه المعتصم.
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets