وكالة أنباء القذافي العالمية - مقالات.
أصبح جليا بعد الخطاب الذي ألقاه الملك المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى ال38 لاحتلال الصحراء الغربية، أن نظام المخزن المغربي مُصمّم أكثر من أي وقت مضى على انتهاج سياسة القمع والترهيب بحق الشعب الصحراوي، وبعكس ما قد يتوهمه البعض من أن مواقف الجزائر في أبوجا التي حملها خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هي ما أجّج الوضع، وأشعل التوتر من جديد بين المغرب والجزائر، فحقيقة ما يحدث في الأراضي الصحراوية، هي السبب الرئيس في فُقدان القصر الملكي المغربي لتوازنه ووعيه، فبعد 38 سنة من الإحتلال والإستيطان المغربي، يجد القصر الملكي نفسه أمام مواجهة أربعة أجيال من الصحراويين، جيلين منهم لم يعيشا فترة الإحتلال، ولكنهما عايشا كلّ أنواع القمع من قبل المخزن المغربي.
فتواصل نبذ الإحتلال من الجيل الأول إلى الجيل الرابع، يؤكد بما لا يدع للشكّ مجالا أن الصحراويين لم يتنازلوا قيد أنملة عن مطلب الإستقلال والتحرر من الإحتلال المغربي، وهو ما تجسّد ليس فقط في التظاهرات والإحتجاجات التي تعيشها يوميا كافة الأقاليم الصحراوية المُحتلة، وإنما تعدى ذلك إلى الإحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن المغربية كمراكش وأغادير وحتى الرباط، وبخاصة في الجامعات المغربية، فسياسة الإستيطان التي خلّفت لحدّ الآن جيلين من المُحتلين، لم تنجح في طمس هوية الصحراويين، الذين لا يزالون متمسكين بمبادئ التحرر والإستقلال التي زرعها جيلان من الصحراويين في مكافحتهما للإحتلال الإسباني بشكل مُباشر، فشعب له كلّ هذا الرصيد الكفاحي ينضاف إليه رصيده التاريخي الذي يشهد له بأنه هو من كان يحكم ليس في الصحراء الغربية بل حتى في المغرب الأقصى، ومعروف تاريخيا أن شعب الصحراء الغربية، لم يكن يوما على توافق مع الأسرة الملكية المغربية.
قد يطول بنا الحديث عن الجانب التاريخي الذي يؤكد أن الصحراويين لن يقبلوا البتة بحكم العرش الملكي المغربي، لكن ما يهمنا اليوم، هو كيف أن القصر الملكي، ورغم درايته أكثر من أي كان بالحقائق، لا يزال يتعنت ويرفض تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير؟ برأيي أن القصر الملكي، الذي كان ولا يزال ينفذ مخططات الأمريكيين والفرنسيين والصهاينة للحفاظ على العرش الملكي لا غير، إنما غامر باحتلال الصحراء الغربية، لخلق بؤرة توتر طويلة الأمد، لإجهاض أية مُحاولة لتوحيد منطقة المغرب العربي، وإيجاد الذرائع لإعادة بسط الهيمنة الغربية على دول المغرب العربي ككل، فالقصر الملكي لا يفكر على الإطلاق في مصلحة الشعب المغربي، لأنه يعتبر المغاربة "خُدّام القصر وعبيده" وهو بذلك قادر على إبادة غالبية الشعب المغربي لخدمة مصالحه، وضمان استمرارية هيمنة القصر، وهذا ما أكده بصريح العبارة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني في أحد خطاباته عندما قال بأنه "سيلطّخ باب كلّ مغربي يعارض "مغربية الصحراء" بالدّم، وأنه مستعد لإبادة 90 بالمائة من الشعب المغربي إذا كانوا ضدّ "مغربية" الصحراء، ويرضى فقط بالعشرة بالمائة التي تُدعمه"، فالحسن الثاني كان يرى في احتلال الصحراء الغربية، أنجع وسيلة للحفاظ على عرشه بعد محاولتين انقلابيتين، وإبعاد الجيش المغربي عن العاصمة الرباط، وفي الوقت نفسه، استغل قضية احتلاله للصحراء الغربية لإرهاب كلّ مُعارضيه والزج بهم في سجونه تحت غطاء "تهديد الوحدة الترابية للمغرب"، وهو ما يتّبعه نجله محمد السادس، الذي يقمع الصحراويين، بذريعة أنهم يهددون وحدة المغرب، فالقمع بالمفهوم الملكي، هو مجردّ عقوبة ضد "مُعارضي وحدته"، وهو بذلك ينفي بشكل سافر حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، رغم أن المجتمع الدولي عبر مؤسساته ومنظماته الحقوقية، يُجمع على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية إستعمار، وبرأيي دائما، أن المُحاولات المغربية لاستفزاز الجزائر، إنما تندرج في سياق سياسة القصر الملكي، لربح الوقت ومُراوغة المجتمع الدولي، في مُحاولة يائسة لإيهامه بأن الصراع في الصحراء الغربية هو بين المغرب والجزائر، وهذا ما حاول الملك محمد السادس أن يوهم به العالم، في الخطاب الذي ألقاه مساء يوم الأربعاء 6 نوفمبر 2013، عندما اتهم الجزائر بأنها تشتري مواقف البعض للإساءة إلى المغرب في مجال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ونصح بزيارة تيندوف للوقوف على خروقات حقوق الإنسان، فالملك المغربي، وتبعا لحالة الإنهيار النفسي والسياسي الذي يعيشه القصر الملكي، بات يرى أن جميع المواقف الحقوقية وحتى الأممية، تمّ شراؤها بأموال النفط الجزائري، وكأنّنا بمملكة محمد السادس هي مملكة وجنة حقوق الإنسان فوق الكرة الأرضية، الظاهر أن محمد السادس الذي ألقى خطابه بدون حضور وليّ العهد، كما تقتضيه وتُوجبه الأعراف المغربية، وصل إلى قناعة مؤكدة، هي أن حالة الإهتراء الصحي والسياسي التي أصابته، ستعصف به وبولي عهده، وأنه لا خلاص له أمام نقمة الشعب المغربي المُتزايدة، سوى افتعال خطر قادم من الجزائر، لتأليب المغاربة على الشعب الجزائري، الذي لن ينسى أبدا أن الأشقاء المغاربة، احتضنوا ثورته، ومنهم من استشهد في سبيل استقلال الجزائر، وأكثر من ذلك كلّه، أنّ والدي رحمه الله المُجاهد جمال الدين حبيبي كان دائما يُردّد بأنّ "الجزائريين كانت لهم دولتهم داخل الدولة في المغرب إبّان ثورة التحرير"، وكان يقول لي دائما، بأنه "لو لم يقبل القصر الملكي المغربي باحتضان الثورة الجزائرية، لأصبح يوما على انقلاب شعبي، يدكّ أساسات القصر"، فنحن اليوم نعي جيّدا أنّ الشعب المغربي الأصيل، لن تنطلي عليه حيل المخزن المغربي، الذي لا يريده إلا "خدما وعبيدا"، في وقت يرى فيه الأحرار في الجزائر، أن هذا الشعب الأبي، قد آن الأوان له ليتخلّص من حُكم الأسر الحاكمة، لينتقل إلى مرحلة حكم الشعب المغربي لنفسه بنفسه، وهو ما نرى أنه سيتحقق قريبا، وسيُفسح المجال، لاتحاد الشعُوب المغاربية، بعيدا عن هيمنة الفرنسيين والأمريكيين والصهاينة، وإذاك سيسمع العالم بأن المغاربة والجزائريين، لم يختصما أبدا، إلا في مخيلة القصر الملكي المغربي.
زكرياء حبيبي - الجزائر.
أصبح جليا بعد الخطاب الذي ألقاه الملك المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى ال38 لاحتلال الصحراء الغربية، أن نظام المخزن المغربي مُصمّم أكثر من أي وقت مضى على انتهاج سياسة القمع والترهيب بحق الشعب الصحراوي، وبعكس ما قد يتوهمه البعض من أن مواقف الجزائر في أبوجا التي حملها خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، هي ما أجّج الوضع، وأشعل التوتر من جديد بين المغرب والجزائر، فحقيقة ما يحدث في الأراضي الصحراوية، هي السبب الرئيس في فُقدان القصر الملكي المغربي لتوازنه ووعيه، فبعد 38 سنة من الإحتلال والإستيطان المغربي، يجد القصر الملكي نفسه أمام مواجهة أربعة أجيال من الصحراويين، جيلين منهم لم يعيشا فترة الإحتلال، ولكنهما عايشا كلّ أنواع القمع من قبل المخزن المغربي.
فتواصل نبذ الإحتلال من الجيل الأول إلى الجيل الرابع، يؤكد بما لا يدع للشكّ مجالا أن الصحراويين لم يتنازلوا قيد أنملة عن مطلب الإستقلال والتحرر من الإحتلال المغربي، وهو ما تجسّد ليس فقط في التظاهرات والإحتجاجات التي تعيشها يوميا كافة الأقاليم الصحراوية المُحتلة، وإنما تعدى ذلك إلى الإحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن المغربية كمراكش وأغادير وحتى الرباط، وبخاصة في الجامعات المغربية، فسياسة الإستيطان التي خلّفت لحدّ الآن جيلين من المُحتلين، لم تنجح في طمس هوية الصحراويين، الذين لا يزالون متمسكين بمبادئ التحرر والإستقلال التي زرعها جيلان من الصحراويين في مكافحتهما للإحتلال الإسباني بشكل مُباشر، فشعب له كلّ هذا الرصيد الكفاحي ينضاف إليه رصيده التاريخي الذي يشهد له بأنه هو من كان يحكم ليس في الصحراء الغربية بل حتى في المغرب الأقصى، ومعروف تاريخيا أن شعب الصحراء الغربية، لم يكن يوما على توافق مع الأسرة الملكية المغربية.
قد يطول بنا الحديث عن الجانب التاريخي الذي يؤكد أن الصحراويين لن يقبلوا البتة بحكم العرش الملكي المغربي، لكن ما يهمنا اليوم، هو كيف أن القصر الملكي، ورغم درايته أكثر من أي كان بالحقائق، لا يزال يتعنت ويرفض تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير؟ برأيي أن القصر الملكي، الذي كان ولا يزال ينفذ مخططات الأمريكيين والفرنسيين والصهاينة للحفاظ على العرش الملكي لا غير، إنما غامر باحتلال الصحراء الغربية، لخلق بؤرة توتر طويلة الأمد، لإجهاض أية مُحاولة لتوحيد منطقة المغرب العربي، وإيجاد الذرائع لإعادة بسط الهيمنة الغربية على دول المغرب العربي ككل، فالقصر الملكي لا يفكر على الإطلاق في مصلحة الشعب المغربي، لأنه يعتبر المغاربة "خُدّام القصر وعبيده" وهو بذلك قادر على إبادة غالبية الشعب المغربي لخدمة مصالحه، وضمان استمرارية هيمنة القصر، وهذا ما أكده بصريح العبارة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني في أحد خطاباته عندما قال بأنه "سيلطّخ باب كلّ مغربي يعارض "مغربية الصحراء" بالدّم، وأنه مستعد لإبادة 90 بالمائة من الشعب المغربي إذا كانوا ضدّ "مغربية" الصحراء، ويرضى فقط بالعشرة بالمائة التي تُدعمه"، فالحسن الثاني كان يرى في احتلال الصحراء الغربية، أنجع وسيلة للحفاظ على عرشه بعد محاولتين انقلابيتين، وإبعاد الجيش المغربي عن العاصمة الرباط، وفي الوقت نفسه، استغل قضية احتلاله للصحراء الغربية لإرهاب كلّ مُعارضيه والزج بهم في سجونه تحت غطاء "تهديد الوحدة الترابية للمغرب"، وهو ما يتّبعه نجله محمد السادس، الذي يقمع الصحراويين، بذريعة أنهم يهددون وحدة المغرب، فالقمع بالمفهوم الملكي، هو مجردّ عقوبة ضد "مُعارضي وحدته"، وهو بذلك ينفي بشكل سافر حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، رغم أن المجتمع الدولي عبر مؤسساته ومنظماته الحقوقية، يُجمع على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية إستعمار، وبرأيي دائما، أن المُحاولات المغربية لاستفزاز الجزائر، إنما تندرج في سياق سياسة القصر الملكي، لربح الوقت ومُراوغة المجتمع الدولي، في مُحاولة يائسة لإيهامه بأن الصراع في الصحراء الغربية هو بين المغرب والجزائر، وهذا ما حاول الملك محمد السادس أن يوهم به العالم، في الخطاب الذي ألقاه مساء يوم الأربعاء 6 نوفمبر 2013، عندما اتهم الجزائر بأنها تشتري مواقف البعض للإساءة إلى المغرب في مجال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ونصح بزيارة تيندوف للوقوف على خروقات حقوق الإنسان، فالملك المغربي، وتبعا لحالة الإنهيار النفسي والسياسي الذي يعيشه القصر الملكي، بات يرى أن جميع المواقف الحقوقية وحتى الأممية، تمّ شراؤها بأموال النفط الجزائري، وكأنّنا بمملكة محمد السادس هي مملكة وجنة حقوق الإنسان فوق الكرة الأرضية، الظاهر أن محمد السادس الذي ألقى خطابه بدون حضور وليّ العهد، كما تقتضيه وتُوجبه الأعراف المغربية، وصل إلى قناعة مؤكدة، هي أن حالة الإهتراء الصحي والسياسي التي أصابته، ستعصف به وبولي عهده، وأنه لا خلاص له أمام نقمة الشعب المغربي المُتزايدة، سوى افتعال خطر قادم من الجزائر، لتأليب المغاربة على الشعب الجزائري، الذي لن ينسى أبدا أن الأشقاء المغاربة، احتضنوا ثورته، ومنهم من استشهد في سبيل استقلال الجزائر، وأكثر من ذلك كلّه، أنّ والدي رحمه الله المُجاهد جمال الدين حبيبي كان دائما يُردّد بأنّ "الجزائريين كانت لهم دولتهم داخل الدولة في المغرب إبّان ثورة التحرير"، وكان يقول لي دائما، بأنه "لو لم يقبل القصر الملكي المغربي باحتضان الثورة الجزائرية، لأصبح يوما على انقلاب شعبي، يدكّ أساسات القصر"، فنحن اليوم نعي جيّدا أنّ الشعب المغربي الأصيل، لن تنطلي عليه حيل المخزن المغربي، الذي لا يريده إلا "خدما وعبيدا"، في وقت يرى فيه الأحرار في الجزائر، أن هذا الشعب الأبي، قد آن الأوان له ليتخلّص من حُكم الأسر الحاكمة، لينتقل إلى مرحلة حكم الشعب المغربي لنفسه بنفسه، وهو ما نرى أنه سيتحقق قريبا، وسيُفسح المجال، لاتحاد الشعُوب المغاربية، بعيدا عن هيمنة الفرنسيين والأمريكيين والصهاينة، وإذاك سيسمع العالم بأن المغاربة والجزائريين، لم يختصما أبدا، إلا في مخيلة القصر الملكي المغربي.
زكرياء حبيبي - الجزائر.
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets