وكالة أنباء القذافي العالمية - مقالات.
بدأت معالم تحوّل كبير ترتسم في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فمصر التي صبرت كثيرا على تطاول العثمانيين الجُدد في تركيا وتدخلاتهم السافرة في الشأن المصري الداخلي، تحرّكت أخيرا وقررت سحب سفيرها من أنقرة وطرد السفير التركي من القاهرة، ما يُعتبر في العرف الديبلوماسي قطعا للعلاقات بين البلدين، وهي خُطوة سيكون لها تداعيات كبيرة للغاية، وخطيرة، خاصة على الجانب التركي، الذي فقد مصداقيته بين جيرانه، وعلى رأسهم سوريا التي استقدم إليها شتّى أنواع الجماعات الإرهابية من شتى أقطاب العالم، لتدميرها بالكامل.
أمّا في الشمال الإفريقي وأعني بالأخص منطقة المغرب العربي، فأصبح جليّا للغاية، أنّ قوى الإستعمار الجديد وعلى رأسها أمريكا، قد بدأت في تنفيذ المراحل الحاسمة لمُخطط نشر فوضاها الخلاقة في المنطقة، وانعكس ذلك في تصريحات المسؤولين الأمريكيين، المُنحازة للأطروحات الإستعمارية المغربية في الصحراء الغربية، بحيث وصف الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني خطة المغرب لمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا بأنها "جادة وواقعية وذات مصداقية"، ليأتي بعده الرئيس أوباما ليجدد التأكيد أن أمريكا مع حل يرضى عنه الطرفان المُتنازعان، أي المغرب وجبهة البوليساريو، وبين التصريحين، يُثني البنتاغون على الجزائر، ويعتبرها محورا أساسيا في مُحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.
وبالتوازي مع كلّ ذلك، تُسرّب جهات أمنية مغربية خبرا مفاده قرار المملكة المغربية "تسييج الحدود مع الجزائر، بسياج من الأسلاك"، وذلك من أجل منع ما اعتبرته "تدفقا للمهاجرين غير الشرعيين نحو أراضيها"، والذين يزعم المغرب أنهم يدخلون عبر الجزائر، وهذا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إعلام محلية عن استحواذ تنظيم القاعدة في ليبيا على صواريخ سكود، تسارع الأحداث بهذا الشكل المُريب، يؤكد كما قلت سابقا، أن قوى الشّرّ، التي فشلت في تركيع سوريا ومحور المُقاومة المتشكل من حزب الله والعراق وإيران، فضّلت على ما يبدو، إعادة التموقع، وتركيز عملياتها على منطقة شمال إفريقيا، أي المغرب العربي ومصر، خاصة بعد أن نجحت في إقامة أكبر بؤرة للفوضى الخلاقة في ليبيا، بعد غزوها من قبل الناتو المُتحالف مع العُربان، والقضاء على أسس الدولة بها، فالغرب المُتصهين، يرى اليوم أن الوقت بات مُناسبا لتعميم الفوضى، وهو ما تُفسّره زيارة ملك المغرب محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه مع أوباما، ولقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء الليبي زيدان في لندن يوم الأحد 24 نوفمبر 2013، فالحدثان برأيي لا يمكن أن يخرجا عن إطار التآمر على دول المنطقة، فكيري يبدو أنه لم ينجح في التحايل على مصر، التي أثنى مُؤخرا على خارطة الطريق السياسية بها، وتحامل بالتوازي على الإخوان المسلمين، بهدف تطمين مصر لهدف تخديرها والتمكن منها، لأنّ المصريين في هذا التوقيت بالذات، قطعوا علاقات بلادهم مع ذيل الأفعى في المنطقة، أي تركيا، ما يُؤكّد أنّ المصريين الذين بدأوا في التحول صوب الإتحاد الروسي ومحور المُقاومة، يعُون جيّدا ما يُعدّ لهم في المطابخ اللّندنية والأمريكية، والأمر نفسه يحدث مع الجزائر، التي يُغازلها البنتاغون، ويتحرّش بها اللّوبي الصهيوني في أمريكا، المُتحالف مع القصر الملكي المغربي، فبمجرّد أن سمعت أن المغرب يفكر في إقامة سياج على حُدوده مع الجزائر، تحت غطاء وقف هجرة الأفارقة، وقبلها خبر إقامة الجزائر لخنادق على حدودها مع المملكة المغربية، تأكدت أن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن طُبول الحرب بدأت تُقرع، لكنّ بكلّ تأكيد أنّ هذه الحرب لن تكون كلاسيكية، لأنّ المغرب سيعمد إلى دعم الجماعات الإرهابية وتسويقها إلى الجزائر، ويتستّر بإقامته للسياج الواقي، وفي الوقت نفسه، تنطلق قوافل التسليح من ليبيا، باتجاه مصر والجزائر وحتى تونس، وموريتانيا، وبذلك تُوجد قوى الشّر المُتصهينة، الذرائع، لشرعنة التدخل الأجنبي، وهو ما أظنّ أنه يتم الإتفاق عليه بين الإدارة الأمريكية وملك المغرب، من جهة ورئيس وزراء "الناتو" في ليبيا من جهة أخرى، وبرأيي أنّ الأمريكيين قد وصلوا إلى قناعة أكيدة، بأن هامش اللعب في منطقة تُعدّ استراتيجية بالنسبة لروسيا وحُلفائها، وأعني بذلك أفغانستان وسوريا وإيران وغيرها، قد جعلها تُعيد حسابات التموقع مع حُلفائها، وهي بذلك كلّفت فرنسا بلعب أدوار الترويض والتحضير للهيمنة على مصر ومنطقة المغرب العربي والساحل، لكن فرنسا المهزوزة، لم تقوَ إلى يومنا هذا على السيطرة على دولة مالي لوحدها، ما استدعى التدخل المُباشر للإدارة الأمريكية، التي إستدعت بيدَقيها في المغرب وليبيا، للتحضير للمسلسل التآمري البديل، لأنه لا يُعقل على الإطلاق، أن يُخصص وزير الخارجية الأمريكي جزءا بسيطا من وقته لمُلاقاة بيدق الناتو الليبي علي زيدان في لُندن، في خضم حرب المُفاوضات الجارية في جنيف مع إيران، اللهم إلا إذا كان الأمر جللا، وهنا أحذّر الأشقاء في مصر، بأن ما هو آت أعظم، وأنّ اعتقال خلية إرهابية مُرتبطة بالقاعدة في ليبيا، لا يجب أن يُشكل محور تحليل الأوضاع في المنطقة، بل برأيي أنه على المصريين، كما الجزائريين، أن يقرأوا بشكل دقيق ومُعمّق، ما حصل في مدينة طرابلس مؤخرا، من تنظيم مُظاهرات لإخراج المُسلّحين منها والتي انتهت بمقتل أكثر من 40 ليبي، وانتهت باتفاق، خرج من خلاله هؤلاء، إلى وجهة غير معلومة!؟، فالمعروف في المُفاوضات أن الطرف القوي هو من يفرض شروطه على الطرف الضعيف، وفي الحالة الليبية، فإنّ رئيس حكومة الناتو في ليبيا، علي زيدان، تمّ اختطافه، وإطلاق سراحه من قبل مُختطفيه، في إطار سيناريو هوليودي لم تُتَح لنا فُرصة معرفة تفاصيله، لكن ما دام أنه أُختُطف، فهو لا يملك أية قوة تُمكّنه من إرغام المُسلّحين على مُغادرة طرابلس، وبالتالي فهؤلاء ما غادروا العاصمة الليبية، إلا لتنفيذ أوامر مُشغّليهم الحقيقيين، ووجهتهم لن تكون سوى مصر والجزائر بالدرجة الأولى، وكلّ ذلك تحت غطاء الإنسحاب، وإخلاء العاصمة الليبية من المظاهر المُسلّحة، والإخوة الأشقاء في مصر، كما في الجزائر، يعلمون جيّدا أن العُثمانيين الجُدد، قد أقاموا منذ بداية تنفيذ مُؤامرة "الربيع العربي" غُرفة عمليات مُشتركة بالدوحة، مع أمراء الخيانة في مشيخة قطر، وجهاز "السي أي إيه" الأمريكي، والموساد الإسرائيلي، بالإضافة إلى فُروع لغرفة العمليات هذه في كل من تركيا ولبنان والأردن، للإطاحة بالدولة السورية ومحور المُقاومة ككلّ، وهم وبخاصة المصريين، قطعوا الطريق في وجه الخونة القطريين، وأتبعوه اليوم، بطرد عُملاء الحلف الصهيوأمريكي من القاهرة، أي الأتراك أو بالأصح العثمانيين الجُدد، مع أخذ الحيطة دائما، من أمراء الخيانة من آل سعود، رغم إغراءاتهم، التي هي في الحقيقة عبارة عن سُمّ في العسل، لا يُمكن أن يحلم آل سعود وبندرهم في الإحتيال على الفراعنة، لدفعهم إلى إلتهام الطُّعم المسموم، لكنّ الخوف كلّ الخوف من أشباه السياسيين والإعلاميين في الجزائر، أن ينساقوا وراء هذا العسل المسموم، لأنّنا على قناعة أكيدة أن الجيش الجزائري، سليل جيش التحرير الوطني، الذي هزم فرنسا الإستعمارية، برغم المُساندة القوية لحلف الناتو، الذي ينتمي إليه العُثمانيون الجدد من أمثال أردوغان سجين الفكر الإخواني العميل للصهاينة، فهذا الجيش المدعوم من أبناء وحفدة ملايين الشهداء والمُجاهدين، لن يُرغمَ سوى على الرقص على جُثث الخونة والمُتآمرين، وأنّ عقيدته الرافضة للرُّضوخ لأي شكل من أشكال الإنبطاح للعدو، هي ما سيُلهم شُعوب المنطقة ككل لصُنع أكبر ملحمة في التاريخ، ولا يمكنني هنا إلا أن أنتظر ثورة عارمة في داخل المملكة المغربية، يقودها أحرار المغرب، وشعب الصحراء الغربية، لتخليص المنطقة من ترسبات خيانة القصر المغربي، كما أنه في الجهة المُقابلة، لن ننتظر من الشعب المصري، سوى أن يستعيد مجده، ويُسهم في تحرير ليبيا من الإستعمار الصهيو أمريكي، حتى لا أقول أنه سينجح فقط في الدفاع عن مصر الكنانة، والحال كذلك، فإنّ محور المُقاومة، سوف لن ينحصر في هلال شيعي، كما روّج له ملك الخيانة في الأردن، بل سيمتد هذا المحور إلى سواحل جبل طارق الذي فتح الأندلس، ليُعلن إنطلاق الفتوحات الجديدة.
الكاتب/ زكرياء حبيبي - الجزائر .
بدأت معالم تحوّل كبير ترتسم في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فمصر التي صبرت كثيرا على تطاول العثمانيين الجُدد في تركيا وتدخلاتهم السافرة في الشأن المصري الداخلي، تحرّكت أخيرا وقررت سحب سفيرها من أنقرة وطرد السفير التركي من القاهرة، ما يُعتبر في العرف الديبلوماسي قطعا للعلاقات بين البلدين، وهي خُطوة سيكون لها تداعيات كبيرة للغاية، وخطيرة، خاصة على الجانب التركي، الذي فقد مصداقيته بين جيرانه، وعلى رأسهم سوريا التي استقدم إليها شتّى أنواع الجماعات الإرهابية من شتى أقطاب العالم، لتدميرها بالكامل.
أمّا في الشمال الإفريقي وأعني بالأخص منطقة المغرب العربي، فأصبح جليّا للغاية، أنّ قوى الإستعمار الجديد وعلى رأسها أمريكا، قد بدأت في تنفيذ المراحل الحاسمة لمُخطط نشر فوضاها الخلاقة في المنطقة، وانعكس ذلك في تصريحات المسؤولين الأمريكيين، المُنحازة للأطروحات الإستعمارية المغربية في الصحراء الغربية، بحيث وصف الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني خطة المغرب لمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا بأنها "جادة وواقعية وذات مصداقية"، ليأتي بعده الرئيس أوباما ليجدد التأكيد أن أمريكا مع حل يرضى عنه الطرفان المُتنازعان، أي المغرب وجبهة البوليساريو، وبين التصريحين، يُثني البنتاغون على الجزائر، ويعتبرها محورا أساسيا في مُحاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة.
وبالتوازي مع كلّ ذلك، تُسرّب جهات أمنية مغربية خبرا مفاده قرار المملكة المغربية "تسييج الحدود مع الجزائر، بسياج من الأسلاك"، وذلك من أجل منع ما اعتبرته "تدفقا للمهاجرين غير الشرعيين نحو أراضيها"، والذين يزعم المغرب أنهم يدخلون عبر الجزائر، وهذا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إعلام محلية عن استحواذ تنظيم القاعدة في ليبيا على صواريخ سكود، تسارع الأحداث بهذا الشكل المُريب، يؤكد كما قلت سابقا، أن قوى الشّرّ، التي فشلت في تركيع سوريا ومحور المُقاومة المتشكل من حزب الله والعراق وإيران، فضّلت على ما يبدو، إعادة التموقع، وتركيز عملياتها على منطقة شمال إفريقيا، أي المغرب العربي ومصر، خاصة بعد أن نجحت في إقامة أكبر بؤرة للفوضى الخلاقة في ليبيا، بعد غزوها من قبل الناتو المُتحالف مع العُربان، والقضاء على أسس الدولة بها، فالغرب المُتصهين، يرى اليوم أن الوقت بات مُناسبا لتعميم الفوضى، وهو ما تُفسّره زيارة ملك المغرب محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه مع أوباما، ولقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء الليبي زيدان في لندن يوم الأحد 24 نوفمبر 2013، فالحدثان برأيي لا يمكن أن يخرجا عن إطار التآمر على دول المنطقة، فكيري يبدو أنه لم ينجح في التحايل على مصر، التي أثنى مُؤخرا على خارطة الطريق السياسية بها، وتحامل بالتوازي على الإخوان المسلمين، بهدف تطمين مصر لهدف تخديرها والتمكن منها، لأنّ المصريين في هذا التوقيت بالذات، قطعوا علاقات بلادهم مع ذيل الأفعى في المنطقة، أي تركيا، ما يُؤكّد أنّ المصريين الذين بدأوا في التحول صوب الإتحاد الروسي ومحور المُقاومة، يعُون جيّدا ما يُعدّ لهم في المطابخ اللّندنية والأمريكية، والأمر نفسه يحدث مع الجزائر، التي يُغازلها البنتاغون، ويتحرّش بها اللّوبي الصهيوني في أمريكا، المُتحالف مع القصر الملكي المغربي، فبمجرّد أن سمعت أن المغرب يفكر في إقامة سياج على حُدوده مع الجزائر، تحت غطاء وقف هجرة الأفارقة، وقبلها خبر إقامة الجزائر لخنادق على حدودها مع المملكة المغربية، تأكدت أن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن طُبول الحرب بدأت تُقرع، لكنّ بكلّ تأكيد أنّ هذه الحرب لن تكون كلاسيكية، لأنّ المغرب سيعمد إلى دعم الجماعات الإرهابية وتسويقها إلى الجزائر، ويتستّر بإقامته للسياج الواقي، وفي الوقت نفسه، تنطلق قوافل التسليح من ليبيا، باتجاه مصر والجزائر وحتى تونس، وموريتانيا، وبذلك تُوجد قوى الشّر المُتصهينة، الذرائع، لشرعنة التدخل الأجنبي، وهو ما أظنّ أنه يتم الإتفاق عليه بين الإدارة الأمريكية وملك المغرب، من جهة ورئيس وزراء "الناتو" في ليبيا من جهة أخرى، وبرأيي أنّ الأمريكيين قد وصلوا إلى قناعة أكيدة، بأن هامش اللعب في منطقة تُعدّ استراتيجية بالنسبة لروسيا وحُلفائها، وأعني بذلك أفغانستان وسوريا وإيران وغيرها، قد جعلها تُعيد حسابات التموقع مع حُلفائها، وهي بذلك كلّفت فرنسا بلعب أدوار الترويض والتحضير للهيمنة على مصر ومنطقة المغرب العربي والساحل، لكن فرنسا المهزوزة، لم تقوَ إلى يومنا هذا على السيطرة على دولة مالي لوحدها، ما استدعى التدخل المُباشر للإدارة الأمريكية، التي إستدعت بيدَقيها في المغرب وليبيا، للتحضير للمسلسل التآمري البديل، لأنه لا يُعقل على الإطلاق، أن يُخصص وزير الخارجية الأمريكي جزءا بسيطا من وقته لمُلاقاة بيدق الناتو الليبي علي زيدان في لُندن، في خضم حرب المُفاوضات الجارية في جنيف مع إيران، اللهم إلا إذا كان الأمر جللا، وهنا أحذّر الأشقاء في مصر، بأن ما هو آت أعظم، وأنّ اعتقال خلية إرهابية مُرتبطة بالقاعدة في ليبيا، لا يجب أن يُشكل محور تحليل الأوضاع في المنطقة، بل برأيي أنه على المصريين، كما الجزائريين، أن يقرأوا بشكل دقيق ومُعمّق، ما حصل في مدينة طرابلس مؤخرا، من تنظيم مُظاهرات لإخراج المُسلّحين منها والتي انتهت بمقتل أكثر من 40 ليبي، وانتهت باتفاق، خرج من خلاله هؤلاء، إلى وجهة غير معلومة!؟، فالمعروف في المُفاوضات أن الطرف القوي هو من يفرض شروطه على الطرف الضعيف، وفي الحالة الليبية، فإنّ رئيس حكومة الناتو في ليبيا، علي زيدان، تمّ اختطافه، وإطلاق سراحه من قبل مُختطفيه، في إطار سيناريو هوليودي لم تُتَح لنا فُرصة معرفة تفاصيله، لكن ما دام أنه أُختُطف، فهو لا يملك أية قوة تُمكّنه من إرغام المُسلّحين على مُغادرة طرابلس، وبالتالي فهؤلاء ما غادروا العاصمة الليبية، إلا لتنفيذ أوامر مُشغّليهم الحقيقيين، ووجهتهم لن تكون سوى مصر والجزائر بالدرجة الأولى، وكلّ ذلك تحت غطاء الإنسحاب، وإخلاء العاصمة الليبية من المظاهر المُسلّحة، والإخوة الأشقاء في مصر، كما في الجزائر، يعلمون جيّدا أن العُثمانيين الجُدد، قد أقاموا منذ بداية تنفيذ مُؤامرة "الربيع العربي" غُرفة عمليات مُشتركة بالدوحة، مع أمراء الخيانة في مشيخة قطر، وجهاز "السي أي إيه" الأمريكي، والموساد الإسرائيلي، بالإضافة إلى فُروع لغرفة العمليات هذه في كل من تركيا ولبنان والأردن، للإطاحة بالدولة السورية ومحور المُقاومة ككلّ، وهم وبخاصة المصريين، قطعوا الطريق في وجه الخونة القطريين، وأتبعوه اليوم، بطرد عُملاء الحلف الصهيوأمريكي من القاهرة، أي الأتراك أو بالأصح العثمانيين الجُدد، مع أخذ الحيطة دائما، من أمراء الخيانة من آل سعود، رغم إغراءاتهم، التي هي في الحقيقة عبارة عن سُمّ في العسل، لا يُمكن أن يحلم آل سعود وبندرهم في الإحتيال على الفراعنة، لدفعهم إلى إلتهام الطُّعم المسموم، لكنّ الخوف كلّ الخوف من أشباه السياسيين والإعلاميين في الجزائر، أن ينساقوا وراء هذا العسل المسموم، لأنّنا على قناعة أكيدة أن الجيش الجزائري، سليل جيش التحرير الوطني، الذي هزم فرنسا الإستعمارية، برغم المُساندة القوية لحلف الناتو، الذي ينتمي إليه العُثمانيون الجدد من أمثال أردوغان سجين الفكر الإخواني العميل للصهاينة، فهذا الجيش المدعوم من أبناء وحفدة ملايين الشهداء والمُجاهدين، لن يُرغمَ سوى على الرقص على جُثث الخونة والمُتآمرين، وأنّ عقيدته الرافضة للرُّضوخ لأي شكل من أشكال الإنبطاح للعدو، هي ما سيُلهم شُعوب المنطقة ككل لصُنع أكبر ملحمة في التاريخ، ولا يمكنني هنا إلا أن أنتظر ثورة عارمة في داخل المملكة المغربية، يقودها أحرار المغرب، وشعب الصحراء الغربية، لتخليص المنطقة من ترسبات خيانة القصر المغربي، كما أنه في الجهة المُقابلة، لن ننتظر من الشعب المصري، سوى أن يستعيد مجده، ويُسهم في تحرير ليبيا من الإستعمار الصهيو أمريكي، حتى لا أقول أنه سينجح فقط في الدفاع عن مصر الكنانة، والحال كذلك، فإنّ محور المُقاومة، سوف لن ينحصر في هلال شيعي، كما روّج له ملك الخيانة في الأردن، بل سيمتد هذا المحور إلى سواحل جبل طارق الذي فتح الأندلس، ليُعلن إنطلاق الفتوحات الجديدة.
الكاتب/ زكرياء حبيبي - الجزائر .
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets