وكالة أنباء القذافي العالمية - تونس.
مغاربية
فريد العبيدي، شاب تونسي يبلغ من العمر 32، سنة اضطر إلى التخلي عن وظيفته في أحد مرافئ النفط جنوب ليبيا والعودة إلى تونس هرباً من الموت. وفي حديثه قال "لا يكاد يمر يوم دون عنف أو مصادمات". وأضاف "حاولنا التعامل مع هذا الوضع، لكن للأسف لم نستطع، فاضطررنا إلى مغادرة المكان خوفاً من هجمات الإسلاميين المتطرفين على منشآت الطاقة ومحاولتهم السيطرة عليها". وقد اضطرت هذه الأوضاع الجديدة فريد العبيدي إلى العودة إلى حالة البطالة والحاجة. وقال في هذا الصدد "لقد كان عملي جيداً. كانت لديّ طموحات لتكوين عائلة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. أنا الآن عاطل عن العمل وأشعر أن الأمر سيستغرق وقتا طويلاً جداً حتى تستقر البلاد. وهذا يدفعني إلى الشعور بالإحباط من جديد". وقد جعل الوضع الأمني المتردي في ليبيا الكثير من التونسيين المقيمين هناك يخشون على سلامتهم الشخصية. وجاء خطف 40 تونسياً من قبل إحدى المجموعات المسلحة مساء يوم 8 ديسمبر الحالي بمدينة الزاوية كأحدث عملية ضمن سلسلة الاختطافات التي تتعرض لها العمالة الأجنبية في ليبيا. في هذا السياق قال محمد المثناني، 41 سنة عائد من ليبيا "لقد أصبح العمل صعباً جداً في ليبيا".
وأضاف "لدينا إحساس بالخوف يلازمنا في كل مكان. بصراحة لم أستطع التأقلم مع الوضع الجديد، ففضلت العودة إلى بلدي واللعمل من جديد في مجال البناء رغم تدني الأجور". ومنذ سنوات أصبحت ليبيا توفر فرص عمل كثيرة للتونسيين، حتى أن الحكومة التونسية أصبحت تعول عليها للتقليص من حجم البطالة بالداخل. وقد أعلنت السلطات الليبية في وقت سابق عن رغبتها في توظيف أكثر من 200 ألف تونسي في ليبيا للمساهمة في إعادة إعمار البلاد. لكن مع غياب الاستقرار واستمرار العنف، بات التونسيون يخشون الذهاب إلى ليبيا رغم حاجتهم إلى العمل والإغراءات المادية المتاحة. من جهته كان مروان بلقاضي، الذي يبلغ من العمر 22 عاما وعاطل عن العمل، ينوي السفر إلى ليبيا للحاق بأصدقائه والبحث عن عمل خاصة في ظل انعدام الفرص في تونس. إلا أنه مع تصاعد حدة العنف هناك صرف النظر عن مغادرة بلاده. يقول في هذا الخصوص "لا أريد المجازفة بحياتي في ليبيا، فالظروف الأمنية صعبة هناك وغير مناسبة للعمل، وقد حدثني بعض الأصدقاء عن تجاوزات حصلت من قبل ميليشيات مسلحة في حق عمالة تونسية وأجنبية هناك، ولا أريد أن أرى ذلك يحدث معي".
ومروان واحد من شبان تونسيين كثيرين يرفضون الذهاب للعمل في ليبيا خلال هذه الفترة. أما عبد السلام حيدري، الذي يبلغ من العمر 24 سنة من محافظة جندوبة، فقد قال "صحيح أن ليبيا فيها فرص عمل كثيرة، لكن في المقابل فيها فوضى أمنية متنامية. لقد أصبحت الآن أفكر في الهجرة إلى أوروبا. ليس لديّ حل آخر؛ كل ما أريده هو أن أعمل وأعيش بسلام".
بدوره قال أستاذ الاقتصاد عبد الجليل بدري إن عزوف التونسيين عن الذهاب للعمل في ليبيا مفهوم، وأشار إلى أن تونس من أكثر البلدان تأثراً بالأوضاع الأمنية في ليبيا. في المقابل، يصر بعض الشباب العاطل على الذهاب إلى ليبيا وتحدي حالة اللااستقرار والفوضى من أجل الحصول على فرصة عمل هناك. ويبرر جمال الدين دنداني، الذي يحمل شهادة في الاقتصاد، إصراره بعدم وجود خيار أمامه خصوصاً أنه تخرج من الجامعة منذ سنتين ولم يجد وظيفة مناسبة. وقال "بعض التونسيين اعتادوا على المغامرة بدافع الحاجة والفقر. وعموماً لن تكون مغامرة العمل في ليبيا أسوأ من إحساس البطالة الذي أعيشه الآن".
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets