يطلق المدعو عبد السلام جلود، أحد المنضمين لنكسة 17 فبراير، في وقت لاحق اليوم الأربعاء، من العاصمة الفرنسية باريس مبادرة تحت عنوان " مبادرة من أجل أن تبدأ الأمة رحلة النهضة و التقدم و الحضارة "، حيث يدعو فيها إلى حكم إسلامي-ليبرالي مشترك في الفترة الانتقالية بدول ما عرف إعلاميا باسم "الربيع العربي".
وجلود هو عسكري ليبي سابق وأحد من شاركوا في "ثورة الفاتح" التي قادها الزعيم معمر القذافي في سبتمبر/أيلول 1969. وكان جلود عضوا بمجلس قيادة الثورة في ليبيا.
وشغل جلود منصب امين اللجنة الشعبية العامة بليبيا في الفترة من يوليو/تموز 1972 إلى مارس 1977، وكان يعتبر الرجل الثاني في ليبيا حتى قرر الابتعاد عن الاضواء عام 1992.
وفي شهر أغسطس2011 أعلن جلود انشقاقه عن الوطن وانضمامه إلى ثوار الناتو.
والمبادرة، بحسب نصها الذي حصلت عليه بعض الوكالات "موجهة إلى الأحزاب و الرموز الوطنية و القومية والنخب الثقافية والفكرية والقوى الثورية الحقيقية في كل الأقطار العربية، سواء التي قامت فيها انتفاضات ثورية أو التي شهدت أو تشهد حراكا سياسيا و اجتماعيا (يقصد دول الربيع العربي(".
وتقسم المبادرة القوى السياسية إلى قوتين، بحسب جلود، "القوى الإسلامية متجسدة في حزب أو مجموعة أحزاب، والقوى الليبرالية والقومية واليسارية متمثلة في عدة أحزاب".
ودعت المبادرة إلى اعتبار المرحلة الحالية التي أسمتها المبادرة "مرحلة البناء وتعلم الديمقراطية" مرحلة انتقالية يتم خلالها تأسيس الدولة والمجتمع الديمقراطيين والتي تستمر لدورتين أو ثلاث دورات برلمانية، تكون قيادة هذه المرحلة بـ"التوافق والشراكة بين القوتين (الإسلامية والليبرالية)، بغض النظر عن نتائج الانتخابات".
ونصت المبادرة على الاتفاق في المرحلة الانتقالية التأسيسية على "المرتكزات الأساسية لبناء الدولة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي وعلى الخيارات والتوجهات الكبرى والاتفاق على الدستور والقوانين الأساسية بشكل توافقي حقيقي ملزم، وكذلك الاتفاق على الهوية، والاتفاق على أن الإسلام دين الدولة، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، والعروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة، والاتفاق على الدولة الوطنية والمدنية التعددية (المواطنة والحريات العامة والخاصة والمرتكزات الأساسية للثقافة)، والاتفاق على النظام الاقتصادي والاجتماعي".
ودعت المبادرة إلى الانطلاق من الشعارات العفوية التي رفعها الشباب خصوصا والجماهير عموما من مرحلة تفجر "الثورات" (حرية، كرامة، عدالة اجتماعية)، والالتزام بحضور الشباب من الجنسين حضورا كاملا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن تخصص لهم نسبة في كل المواقع القيادية في الدولة و"خاصة الشباب الذين تقدموا هذه الثورات".
وطالبت المبادرة بإعادة بناء مؤسسة القضاء كي تعود هذه المؤسسة لممارسة دورها المقدس كضامن للحرية والديمقراطية وحامية وراعية للدستور والقانون.
وتتمثل وظيفة الإعلام، بحسب المبادرة، في "تبنى القيم الأساسية للمجتمع والدفاع عنها وعن الخيارات والتوجهات الكبرى للمجتمع والانحياز للحقيقة التي هي نسبية ووليدة زمانها وظروفها ومكانها وإشاعة روح الحوار وثقافة التعددية وقبول الآخر وإشاعة روح النقد الصادق والجاد الذي ينطلق من المصلحة العليا للشعب".
ودعت المبادرة الأحزاب والقوى السياسية إلى تبنى الوحدة العربية، بالإضافة إلى تبني قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة.
واعتبر جلود في مبادرته أنه "بعد الفترة الانتقالية التأسيسية يتم العودة إلى اللعبة الديمقراطية والالتزام بنتائجها".
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets